الشركات البلدية الاقتصاديه 2

Tweet
الشركات التابعة للبلديات وتعرف بالشركات البلدية، واحدة من النماذج التنموية والاقتصادية، وتعمل تلك الشركات على توفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والنقل العام والسكن الاجتماعي الميسر والبنية التحتية، وجميعها، أي القطاعات التي تعمل فيها الشركات التابعة للبلديات، تسهم في تحقيق عدد من الوظائف مثل تحسين جودة الحياة وتعزيز كل من التنمية المستدامة والمنافسة في المناطق التي ليست فيها استثمارات كافية تلبي الاحتياجات، كما أن للشركات البلدية دورا في تخفيف مخاطر التشغيل التي يخاف منها القطاع الخاص الهش استثماريا، وغالبا ما تكون شركات البلدية معفاة من الضرائب والتكاليف الحكومية، ما يجعلها أكثر قدرة على تحسين تكاليفها التشغيلية وخيار جذاب للاستثمار في سنداتها، كما أن الشركات البلدية تمتاز بعدم وجود ملاك مساهمين، أي: إنها تنافس في التكاليف لعدم وجود مستهلكين للأرباح.اعتمد نجاح تجارب دول في الشركات البلدية مثل ألمانيا والسويد والنمسا والهند وسنغافورة وفرنسا والنرويج على الإدارة الفعالة والشفافية والمساءلة والتمويل المستدام مثل سندات الدين البلدية، بمعنى آخر: شركات البلدية لديها قدرة على توفير خدمات بكفاءة اقتصادية وتحقيق توازن بين الاحتياجات المحلية والتكاليف المنخفضة والجودة العالية.ويمكننا الاستشهاد ببعض الأمثلة على الشركات البلدية الناجحة في أوروبا، "ستوكهولم فاتن" أو Stockholm Vatten och Avfall AB (SVOA) "السويد" هي مجموعة شركات مملوكة للبلديات في مجال المياه وإنتاج الطاقة من النفايات والمصادر المتجددة وشركة وينر شتاتفيركه "النمسا" مسؤولة عن مجموعة واسعة من الخدمات في إمداد الطاقة والاتصالات والنقل مثل "الترام" والمستودعات وتعمل على تحسين جودة حياة سكان مدينة "فيينا" وكذلك شركة جي في بي GVB أمستردام "هولندا" التي تتولى تشغيل الترام والحافلات والعبارات وتعمل على ربط وجهات المدينة في التنقل الحضري المستدام.كما أن الشركات البلدية تسهم في خدمات بناء المساكن الاجتماعية والميسرة وصيانة وتشغيل المباني، فمثلا شركة الإسكان البلدية IMHAB في برشلونة "إسبانيا" توفر الإسكان المسير وكذلك شركة الإسكان البلدية في براج "التشيك" مسؤولة عن إدارة وصيانة الإسكان وتوفير الإسكان الميسر والنموذج يتكرر في بلجيكا مثل شركة FLRB وفي فنلندا وأيرلندا.الأمثلة السابقة توضح الدور الحيوي الذي تلعبه الشركات التابعة للبلديات من المنظور الاقتصادي في تطوير البنية التحتية وتوفير فرص العمل من خلال العمليات الاقتصادية المتعلقة بالمشاريع والخدمات التي تقدمها وتعزيز النمو المحلي عبر دعم الصناعات والمشاريع المحلية، وعلى المستوى الاجتماعي تلعب الشركات البلدية دورا في توفير الإسكان الميسر والاجتماعي والإسهام في تطوير استراتيجيات التخطيط العمراني لارتباطها بخدمات البنية التحتية والمواصلات والإسكان، إضافة إلى قدرتها على تعزيز التكامل الاجتماعي وتحسين الخدمات العامة وجودة الحياة للمدن لخضوعها للأسس الاقتصادية وإدارة التكلفة والمنفعة، وليس الربح التجاري التقليدي الذي يقوم به القطاع الخاص، أي إنها، أي الشركات البلدية، توفر أسس التنمية الاقتصادية الديناميكية والمستدامة وبأقل تكاليف ممكنة.